نصائح حول المراكز الصيفية
السؤال: تعلمون أنه انتشر -ولله الحمد- في مجتمعاتنا نشاطات في الدعوة إلى الله والتي نسأل الله أن يبارك فيها، ومن هذه النشاطات المراكز الصيفية التي هي مفتوحة لكل من يرغب بالاشتراك فيها، وأنت تعلم بكل ما تحويه هذه المراكز من خير وصلاح.
وسؤالي: ما هي نصيحتكم لمن يعمل في هذه المراكز من الشباب الدعاة وما يلاقونه من مصاعب ومتاعب في دعوتهم، وكذلك لمن اشترك في هذه المراكز وما يحصل منهم من أخطاء، وماذا تنصحون بعض الآباء الذين يمنعون أبناءهم من المشاركة في مثل هذه المراكز بحجة الاشتغال في أمور الدنيا الزائلة؟
الجواب: ننصح الإخوة القائمين على هذه المراكز بالصبر والاحتساب ابتغاء ثواب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن يجمعوا قلوب هؤلاء الشباب على الخير، وأن يعلموهم ويبدءوا بالأهم فالأهم من العلوم، ويفقهوهم في الدين حتى يكون تمسكهم وإيمانهم عن فقه وبصيرة.
وأما من اشترك في المراكز الصيفية فننصحه بأن يستقيم على أمر الله أولاً، ثم أن يستفيد من الأنشطة الجيدة في هذه المراكز، وأن يتلافوا أخطاءهم بقبول النصيحة والتوجيه ممن يكون مشرفاً على مثل هذه المراكز.
ونصيحتنا للآباء أن يشكروا الله أولاً، ثم يشكروا للإخوة القائمين على هذه المراكز، ونحن كلنا مدرسون وموظفون وفي وقت الإجازة يكون عندنا فرصة لنتحرر ونتحرك وننطلق فيها.
أما هذا الداعية فإنه يخرج من الاختبار ويفتح مركزاً ويرجع في نفس المعهد والمدرسة، ويبذل جهداً ويجمع الأولاد ويربيهم ويعلمهم، وهم يفعلون هذا ليس طمعاً بالمال، وكلنا نعلم أنهم لا يأخذون أي مقابل -ومن لا يعلم فليعلم- وإنما هم يحتسبون الأجر عند الله، ويقومون بهذا الواجب لأبنائنا.
فإذاً واجبنا أن نؤازرهم وأن نشد من عضدهم، وأن نحرص على أن يستفيد أبنائنا، ومعلوم أن فائدة أبنائنا أثناء الدراسة المنهجية قليلة، لأنه مشغول بالدراسة والتحصيل والمذاكرة والمراجعة، لكن فائدتهم في المراكز كثيرة -إن شاء الله- لأنه يلقى أوقاتاً حرة ومجالاً واسعاً وأنشطة متنوعة، فلا ينبغي لأحد أن يضيع ابنه من المركز بسبب كونه في عمل من أعمال الدنيا، فيفوت على ابنه هذا الخير إلا من كان مضطراً لذلك.